الثلاثاء، 31 مايو 2022

  برناط...ما بين إصابته وتحديات الحياة  



ما بين الاعاقة التي سببها له الاحتلال في كامل جسده وإعالة أسرته يسعى دائماً الشاب راني برناط (41) عام خلف رزقه الذي يتكون من مزرعة للخيار في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، ليؤكد على مقولة (خارقون وليسوا معاقون)، فمن هنا انطلق الشاب برناط نحو حياته العملية لإعالة أسرته المكونة منه ومن زوجته وثلاثة أطفال توأم.  

يقول برناط: "أعاني من شلل في جميع جسدي وذلك نتج بسبب إصابة برصاصة جيش الاحتلال خلال تواجدي في أحداث انتفاضة الاقصى عام 2002، حيث اخترقت هذه الرصاصة رقبتي متسللة الى العمود الفقري، مما ادت الى تهتك الشريان الرئيسي، خضعت لأنواع عديدة من العلاج داخل البلاد وخارجها، لكن قدر الله وما شاء فعل." 

ويضيف برناط:" لم أضع وضعي الصحي عائقٌ أمامي، بل واصلت نحو الامام، تزوجت وبنيت منزلي الخاص وانجبت ثلاثة أطفال، وبدأت بالعمل في المزرعة التي أنشأتها بنفسي، أعتني بها أنا وزوجتي هنادي من أجل كسب لقمة عيشنا، أعمل أيضاً على توثيق الاحداث التي تجري في مسيرات بلدة بلعين الاسبوعية من خلال عدسة كاميرتي، لم أضع يوماً إعاقة حاجز أمام طموحي." 

 

ليس كل من فقد نعمةٍ من جسده فقد الامل، بل هناك العديد من الطموحين الذي واصلوا المسير نحو حياتهم ليصبحوا أبطال وقصصهم تروى للأجيال، فهذا بعضٌ من صمود الشعب الفلسطيني، عندما يدافع عن أرضه يصبح مصاباً أو شهيداً، وهكذا برناط أصبح رهينة لإصابة من رصاصة جيش الغدر، أودت بكامل جسده لكنها لم تصل شرارتها الى طموحه، بل كانت هذه الرصاصة بدايةً للأمل. 


وصرح مدير مركز الحريات حلمي الاعرج: "وجود  الاحتلال بحد ذاته في الاراض الفلسطينية المحتلة هو انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والاحتلال يرفض التسليم بقرارات الشرعية الدولية وينتهكها رغم قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تنص على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني أسوةً لكل شعوب الأرض، ولكن هذا الاحتلال يرفض الانصياع للقانون الدولي والشرعية الدولية على حد سواء، وأكثر من ذلك هو من أجل إخضاع الشعب الفلسطيني ورفض الاعتراف بحقوق المشروعة يلجأ إلى انتهاكات جسيمة في الأرض الفلسطيني المحتل وصولنا لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". 

الانفوجرافيك الثابت

وأضاف:" وفي خضم الانتفاضة المجيدة الثانية أقدم هذا الاحتلال على سلسلة من جرائم الحرب، أولها هو الاعتداء على المدنيين عندما كانوا يعبروا عن رفضهم في مسيرات سلمية ضد وجود هذا الاحتلال ويطالبون برحيله وكانوا يطلقوا النار بكثافة ويستهدفوا الأطفال والنساء والشباب وكبار السن ومن كل الفئات العمرية ويرتقي شهداء". 

يذكر ان هذه الانتفاضة تميزت بكثرة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي ،وتصاعدت وتيرة الأعمال العسكرية بين الطرفين، فنفذت الفصائل الفلسطينية العديد من العمليات الاستشهادية داخل المدن الإسرائيلية، فاستهدفت نقاط التفتيش الأمنية والمطاعم والحافلات، فتسببت بمقتل مئات الإسرائيليين، ووصلت ذروته عام  2002بمعدل 22 من الوفيات شهريا.



راني برناط ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

   برناط...ما بين إصابته وتحديات الحياة   ما بين الاعاقة التي سببها له الاحتلال في كامل جسده وإعالة أسرته يسعى دائماً الشاب راني برناط (41) ...